الأحد، 26 يوليو 2009

الشعب يجلس على العرش "حكاية صوره"


بقلم صلاح منتصر وعدسة عبده خليل إعتلى طين مصر كرسى الجاه والسـلطان "عرش مصر" عقب آخر ملـوك أو بمعني أصح مالكي مصر تعبيراً عن إنتهاء فتره من أتعس فترات مصر ،فترة الملكيه والظلم البـين ،وعبور مصر لفتره جديده بعيده تمام البعد عن ظلم الباشوات وقهر الملك والإنحناء للخواجه.
فُتح قصر عابدين عقب إعلان الجيش قيام الجمهوريه المصريه لعموم الشعب كي يزوروا صالونات وغرف نوم ومكتبة فــاروق أى "نعيم فاروق" ،ويقول صلاح منتصر فى ذلك "كانت فكرتي فى فتح قصر عابدين للمواطنين العاديين أن أختار فلاحاً وزوجته أصحبهما إلى جوانب قصر عابـدين وأسجل بالصوره والتعبير المشـاعر التى يعكسـها دخول واحد من قاع المجتمع المصري إلى قمة الفخامه والأبهه ،وكان على أن أختار فلاحاً حقيقياً .. فلاح من باطن الريف المصري .. وإستعنت بصديق يسكن فى قرية إمبابه ومكانها الآن مدينة المهندسين" ،وأضاف"هذا هو فلاح حقيقي بجلبابه وزوجه فلاحه تمسك بذراع زوجها خوفاً وهي باللبس التقليدي للفلاحه والإبن الصغير يرتدي جلبابه الملئ ببقع التراب على اللحم!"
صحب الصحافى الكبير صلاح منتصر فى سبيله لتحقيق صحفى من طين مصر السـاذج الذى غلبه إستعمار الملوك لمصر زمناً طويلاً المصور عبده خليل ثم حصل على موافقة الضابط المسـئول لتصوير الموضوع الذى إحتوي على صورة الفلاحين على سرير فاروق ،حتى وصلا إلى إعتلاء الفلاح المذكور عرش مصر لكن ليس ملكاً عليها إنماً مقارناً بين ترف الملوك وغُلب مصر ،يحكي صلاح منصر أنه سأل الضابط المسئول عن مكان عرش الملكيه الذى يسمو بالجالس عليه ويشـعره بالفخامه والجلال ،فنظر إليه الضابط مبتسماً فى وقار ورافقه إلى قاعه كبيره خاصه بالملك يتوسط صدرها كرسيان ضخمان أحدهما أكبر من الآخر ،،ويقول صلاح منتصر "تنطق زخارف الكرسيين بالفخامه وكان واضحاً أن الكرسـي الكبير للملك والآخر للملكه .. وجلس الفلاح على كرسي الملك وزوجته على كرسي الملكه أما الطفل محمد فقط توسطهما واقفاً".
كما يقول صلاح منتصر "كان فى كل جريده ومجله رقيب خاص يراجع موضوعاتها ولا ينشر أي خبر أو موضوع إلا إذا إعتمد الرقـيب نشره ،،وذهبت بروفات الموضوع إلى رقيب آخر ساعه فى ذلك الوقت الأستاذ رجاء العزبي ،ووقفت من بعيد أرقبه فى خوف .. وإزداد خوفى وأنا أراقب حركات شفتيه وتعبيرات ((ده كلام مش معقول)) التى ظهرت على وجهه .. وتضاعف خوفى عندما طلب أن يشاهد صور هذا الموضوع بالذات مع أن العاده أنه يكتفى بقراءة البروفات المكتوبه" ،أيقن صلاح منتصر بعد أن أُحضر للعزبى البروفات التى أُفرد لها ثلاث صفحات أن الموضوع لن ينشـر وقبل أن يفيق من ذلك الكابوس فتح محمد حسنين هيكل ـ رئيس تحرير آخر ساعه آنذاكٍٍ ـ الباب الفاصل بين حجرته وحجرة سكرتير التحرير التى كان يقطنها العزبي وأمامه شخص طويل القامه ،مهيب المنظر ،عسكري ،إنه البكباشي جمال عبدالناصر فشرح هيكل لعبدالناصر الموضوع بعدما فرجه على البروفات ،فإبتسم ناصر قائلاً "عال".
هكذا نشـرت الصور التى هزت مصر ،وألهبت الثوره ،وضخمت من الأصوات القائله بأن الثوره نهبت شعب مصر ومثلت بآثاره ،نشر تحقيق "الشعب يجلس على العرش" بأمر البكباشي الزعيـم جمال عبدالناصر.
على الهامش ...إعترف الزعيم الراحل محمد أنور السـادات بأن بعض قيادات الثوره إختلسـوا ثروات شعب مصر مستترين بعباءة الوطنيه ،والآن ـ أى فى عهد السـادات ـ جاري إصلاح ما يمكن إصلاحه ،وإعادة كل الأمور إلى نصابها الطبيعي.
الثوره بعيون صهيونيه ...الطبيعي أن يوزع أى كتاب مصري فى الخارج من خلال السفاره المصريه ،لكن كتاب فلسـفة الثوره طرح ذا الذى نقول عليه "طبيعي" أرضاً ،فقد كان هذا الكتاب يوزع خارجياً من خلال نافذتين "السفاره المصريه ،والسفاره الإسـرائيليه" ،وفسـر ذلك بعض المفكرين والأدباء والسـاسه قائليـن"الجانب الإسـرائيلى يريد إفهام العالم أن زعيماً على شكيلة هتلـر ظهر فى المشـرق العربي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق