الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

مباراة سياسية، وإدارة عقيمة

مباراة سياسية، وإدارة عقيمة
كثيرون، لا حصر لهم ولا عد ضُللوا فى الأزمه التي صحبت مباراة منتخبي مصر والجزائر التي لا ينحرف عنها حديث الشارع المصري بكافة أوساطه، وثقافاته، وألوانه حالياً، والتي لم يكن من المعقول أن يضلها أحد !!

كثيرون ملأوا كل الأوساط بأقوال - أراها - باليه، ودعوات ليست عاقله إلى "الثأر" من الجزائر ..الدوله التي تعود معها علاقاتنا الشعبيه إلي قديم الأزل، ولا مجال الآن لذكرها، وإعلام من غفل، ومن لا يعلم بـ"العظيم عبدالقادر"، أو تذكرة الناس بجهاد عبدالناصر، وبن بله من أجل العروبه، ولا مجال لأحد "الآن" بإنكار عروبة؛ طالما رفعناها فوق الهام، وطالما ناضل الأجداد من أجلها.
فليس صحيحاً أن نتخذ من الجزائر العربيه أو شعبها "عدواً"، فى حين أن عدونا واحد هو "التعصب" بإختلاف لونه وشكله، وجنسه، وعدونا أيضاً كل من يفر إليه، وقطعاً من فر إليه هم أفراد منحلون، فاسدون لا يمثلون بأي - حال من الأحوال - مجمل شعب الجزائر ..
كثيرون قالوا "لا تسيسوا القضيه" ..ولم لا نسيسها ؟؟، إن كان قياديو القضيه "ساسه"، وإن كانت تظهر لمن فكر قليلاً، وتدبر "سياسيه بكل المقاييس، والأعراف، والمفاهيم".
أليس الإرهاب الذي أحدثه "بضع" جزائريين على الأراضي الجزائريه للمغتربين المصريين عقب فوز منتخب مصر بمباراة الإياب تصفيات كأس العالم ..سياسه ؟؟، أليس حكم إعدام حلم صعود مصر لكأس العالم بجنوب إفريقيا – ودعوني أقول لكم أن هذه أنباء مؤكده علمتها فى بادئ الأمر من بعض مصادر إعلاميه، وتيقنت منها من بعض لاعبي منتخب مصر !! - الذي أصدرته قيادات مصريه عليا ..سياسياً ؟؟، أليس قرار خروج عشرة آلاف فرد من السجون الجزائري المباراه الفاصله بين منتخبي البلدين المصري والجزائري بالسودان ..سياسياً ؟؟.
ولنكمل إثبات أن الأزمه سياسيه خالصه ..آفة حكامنا "التوريث" ..من يتابع الأجواء السياسيه بالجزائر، ويتقرب منها ولو قليلاً يعلم أنها كالتالي ..شعب ساخط على حاكم يريد ألا ينفلت زمام الحكم عن يد عائلته، حتي لو كان ذلك على جثة الشعب !!، وأخ مراهق للرئيس يُدعي سعيد، يحكم فى ظل غياب شقيقه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه عن الساحه لدواعي الـمرض ..
فكيف له أن يكسب ود شعبه، خصوصاً وأن ما بين الأيام الآنيه وإنتخابات الرئاسه الجزائريه إلا شهور؛ تُعد ؟؟ ..
كيف له بعد أن لعبت صحف وساحات -لا تُسعفني الذاكره بوصف مهني لها - لعبة وقحه ألهبت نيران، ومغاضب الشعبين، حين قالت بوجود قتلي جزائريين على أرض الكنانه ..أرض مصر، وترحمت عليهم، ودعت إلي جنازات؛ تقودها، وتضرب فيها الخدود، لتشحذ الهمم وتقوي العزائم، وتسنها على مصر ؟؟، ونقلت أيضاً - من دون تدقيق - أنباء تحول حافلة المنتخب الجزائري إلي فتات، لا يعدو كونه حطام سيساق إلي أقرب تكويم للقمامه بعدما فشل ممثلو مصر فى هذا الحدث فشلاً ذريعاً فى ابراز المكر الجزائري فى هذه الحادثه الذي أدي بدوره إلى إعلان الإتحاد الدولي لكرة القدم عن قرب توقيع عقوبه على مصر، وبهذا فالمكر المُدبر، الغير مُنظم أو مدروس نجح ..
ولم يكن -بفعل هذه الحادثه- الإيقاع بالمنتخب الجزائري فى عقوبة قاسيه درباً من الخيال، بل كان أسهل ظفراً يمكن أن تظفره مصر من هذه المباراه، بالإعلان فى حينه عن مؤتمراً صحفياً موسعاًً يكشف فيه الإتحاد المصري لكرة القدم عن كل ما لديه من تكذيبات، ولا يكذب ويقول - كما قال - بوسائل الإعلام المحليه "لم يتعرض مواطن مصري واحد لحافلة المنتخب الجزائري من قريب أو بعيد"، فليس ذلك من الصدق، أو الحنكه فى شئ لأن - بحسب الأمن المصري - حافلة المنتخب الجزائري تعرضت لقذف "ضئيل" بالأحجار فور مغادرته لمطار القاهره لم يعرض البعثه الجزائريه لأي خسائر، ولكن الأمن حفظ لها الأمان.
إنها أزمة خصبه لـ"سعيد بوتفليقه" كي يُثبت لشعبه أن كرامتهم أكبر من أن تُمس فى وجود مثل هذه العائله الحاكمه - رعاها الله وحفظها - وأنهم جميعاً مُنزهون عن صغائر أي خارج.
وهكذا سارت الأزمه؛ فى طريق يخدم مصالح جبهات معنيه بأدوار سياسية، ومضي مصريون معنيون بشئون سياسية يحاكون أفعال الطرف الجزائري بـ"كلام" ..إنها - ومن واقع الرؤي، والاستنتاجات - أزمه سياسيه "خالصه".

يا مصريون، لا تعتقدوا أن من أضاع كأس العالم فقط هم بعض المتعصبين من جماهير الجزائر، إنما أضيفوا لهم أُناس لم يدركوا حجم المسئوليه المُلقاه على عاتقهم ولم يُديروا المباراه بإحترافيه كافيه تدعم المنتخب المصري وجماهيره دعماً يدفعه إلي أن يكون - على الأقل - نداً مع المنتخب الجزائري وجماهيره ..ومن ضمن هذه الإداره السيئه ترشيح مصر للسودان فى ظل ما يعلمه الجميع - من الطفل إلي الكهل - عنها وعن محدودية إمكاناتها، وخلل أمنها، وما يضحك ..شر البليه أننا عارفون بعدم قدرتها على تنظيم أي مباراه جماهيريه، ومع ذلك ..رشحناها لتنظيم هذه المباراه! ..سبحان الله

ولشد الألم حين تعلم عزيزي القارئ هذه المعلومه المؤكده بواسطة وزارة الطيران السودانيه ..عدد المصريين الذين طاروا إلي السودان يوم المباراه لم يتعد الثلاثة آلاف فرد وجميعهم تعدوا الحدود الجزائريه قبل المباراه بساعات، أما عدد الجزائريين فتعدي العشرة آلاف فرد، وتوافدوا على مدار يومين قبل المباراه !! .. لماذا ؟؟!

هل تعلم أن السفر من الجزائر إلي السودان فى يوم المباراه كان "مجانياً"، ومضافاً إليه "وجبه غذائيه متكامله" وإن كنت أتحفظ تحفظاً جماً على اسم الوجبه الذي أبرزته بعض الصور التي وردت إليّ، وهو .."وجبة المُقاتل الجزائري" !!، وهل تعلم كم كان مكلفاً لأي مشجع عادي السفر من مصر إلي السودان فى ذاك اليوم ؟؟، ومع ذلك لم يفكر أحد أياً كان مُنظمه أو غير ذلك إلا فى نفسه، وتاجر بهذا الحدث فيما يخدم مصالحه ..

الحزب المصري الحاكم ذهب بصفوة شباب أعضاءه، وأضيفوا أيضاً تلك المؤسسات الربحيه التي ذهبت بالـ"مشاهير" إلى ارض السودان؛ ليبرقوا فى المدرجات وكأن أقماراً صامته، جامده تشجع المنتخب المصري ..ألم يكن أجدر بكم يا "أخوه" أن تبعثواً العالمين بأصول، وقواعد التشجيع من "أعضاء الروابط الجماهيريه" علها تحدث أي نوع من أنواع الثوره المطلوبه فى المدرجات، علها تفعل ما لا يستطيع فعله صفوة شباب "الحزب الوطني الديمقراطي"، أو هشاشة الفنانين والفنانات.

يا مصريون، لا تنخدعوا بما يشيع الإتحاد المصري لكرة القدم من أوهام نسجها خيال قيادييه ليتلافي سخطكم، لا تصعدوا مع حلمكم بإعادة مباراة المنتخبين المصري والجزائري إلى عنان السماء حتي لا يقذفكم الواقع إلى سابع أرض، وتُجتثب أعناقكم ..
لوائح، وقوانين الإتحاد الدولي لكرة القدم لا تنص على إعادة مباراة كرة قدم إلا فى حاله واحده ..حدوث شغب أثناء التسعين دقيقه مضافاً إليها وقتاً بدلاً من الضائع يدينه حكم ومراقب المباراه فى تقريرهما، وسير مباراة المنتخبين المصري والجزائري لم يشهد أي لون من ألوان الشغب الجماهيري، أو شغب على المستطيل الأخضر.

يا مصريون، لم يُحسن الإتحاد المصري لكرة القدم إدارة تلك الأزمه إطلاقاً، وأضاع حق منتخب مصر فى الصعود لكأس العالم مباشرة بما يملك من إدانات للجانب الجزائري، ولكنه تباطأ تباطؤاً لامحدوداً، وحتي هذه اللحظه ..يجهز زاهر ورفاقه ما سيقدمون للإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فى حين أن المنتخب الجزائري جهز أدلته وشكا المنتخب المصري للفيفا عقب يوم واحد من حادثة "الأوتوبيس" المزعومه، وأصدقكم القول ..عامل الوقت فى هذه الأُمور أحد أهم العوامل إن لم يكن الأهم، فلو قُدمت شكوي الإتحاد المصري لكرة القدم عقب المباراه بيومين بحد أقصي مدعومه بالدلائل الدامغه على ما صاحب المباراه لكنا الآن نتسائل "هل سينصف الإتحاد الدولي لكرة القدم، ويعير ما حدث من إرهاب بعض الإعتبار ..ويوقع عقوبه على المنتخب الجزائري قد تصل لإلغاء التيجه قبل إعتمادها رسمياً ؟؟"، أما الآن وقد أضاع المتباطئون، المتخاذلون حق مصر، وحق كل من أُهين فى السودان، وحق كل من أحس بالمهانه وهو راقد بين حدود مصر الأبيه.

أما الآن وبعد أن اعتُمدت نتيجة المباراه، وباق أيام على قرعة كأس العالم بجنوب أفريقيا، علاوه على أن الإتحاد الجزائري لكرة القدم أخذ بزمام المبادره، وبكي للإتحاد الدولي لكرة القدم، وخدعه بدموعه الكالحه فلا تنتظروا إلا عقوبة "بسيطة" على جماهير المنتخب الجزائري، قد يُصاحبها غرامة ماليه "لا تُذكر" مقارنة بما ستحققه الجزائري من جراء الصعود إلي كأس العالم لو استثمرت صعودها بالطريقه المثلي.

ومن ثم أقترح تكوين إداره أدني كل جهه مسئولية رياضيه تعني بالأزمات، وكيفية قيادتها إلي ما فيه صالح "الرياضة المصريه"، تتكون من خبراء بشئون الإداره، والبحث والإحصاء، وقوانين الإتحاد الدولي لكرة القدم، وخبراء بدنيا الإحتراف.

يا مصريون، أجدر بكم أن تثوروا على كل من ضللوكم، وتطالبوا بعقابهم عقاباً قدره بقدر ما أضروا حلمكم، وأضروا "مصر"، ولا تطالبوا بحقوقكم المُهدره فى الخارج حتي تجدوا فى الداخل صالح يُجاهد من أجلها ..وكل عام وأنتم بخير.

وللحديث بقيه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق